الأرجوحة .. لعبة الأمس واليوم والغد

قصة صورة

عندما أوشك مخيم بيرحاء إبراء على التمام دعوت والدنا الحكيم سيف بن محمد الطوقي رحمه الله، فزارني ومعه عدد من بنيه وحفدته وأبناء إخوته الكرام

وقد حرصت على أن أجلس معه في الأرجوحة؛ لأبعث رسالة مفادها أن اللعب مفردة من مفردات #خماسية_السكينة ؛وهي مفردة يحتاجها الطفل والفتى والكهل والشيخ

اخترت خالي سيفا – رحمه الله – لأنني أعلم حكمته ورجاحة عقله؛ فهو أحد الذين استقيت منهم #خماسية_السكينة : عبادة – علم – عمل – لعب – نوم.

وعسى الله أن ييسر لي أن أفرد ذكرياتي معه بكتاب؛ كما فعلتُ مع شيخي ابن غابش – رحمه الله – في كتاب (أسرار لا تنتهي) ومع شيخنا الصوافي – حفظه الله – في كتاب (هرولة بين المغدر والدوح) ومع شيخنا العلامة الخليلي – حفظه الله – في كتاب (رجل من السماء) 

وعلى كل حال أنصحكم بقراءة مذكرات خالي سيف – رحمه الله – في كتابه: (سطور من صحائف العمر) الذي نشرته ذاكرة عمان 

الأرجوحة في التراث العربي

الأرجوحة التي أعنيها ما أشار إليها العلامة أحمد تيمور باشا في (لُعَب العرب) بقوله:وفي محاضرات الراغب للمأموني في وصف الأرجوحة

سفينة لا على ماء ملجلجة

 تجري براكبها في لجة الريحِ

إذا انتهت بي إلى أقصى نهايتها 

عادت کجري أَتِيٍّ سال مسفوحِ

قلت: فالشاعر يشبّه بسفينة تجري على غير ماء؛ وهي تصل براكبها إلى أقصى نهايتها، ثم تعود به إلى نقطة البداية.

ويُفهم من كتب التراث أن كلمة (الأرجوحة) يطلقها العرب غالبًا على اللعبة التي نسميها اليوم (الميزان).

قال أحمد تيمور نقلا عن المخصص: ”الأرجوحة خشبة يوضع وسطها على تل ثم يجلس غلام على أحد طرفيها، ويجلس ‎غلام آخر على الطرف الآخر ، فتترجح الخشبة بهما ، ويتحركان، فيميل أحدهما بالآخر، ‎وهي أيضًا المرجوحة”

تاريخ الأرجوحة 

 يعود أقدم دليل مسجل على وجود الأرجوحة إلى اليونان القديمة ، حيث تم استخدامها جزءا من وقت لعب الأطفال. 

وهنا نستعرض التاريخ القديم في مختلف الحضارات:

• في الأساطير اليونانية قصة عن نشوء الإله زيوس على أرجوحة في كهف في جزيرة كريت.  
• كان للأراجيح أيضًا دور في الثقافة الرومانية القديمة ، حيث استخدمت في مختلف الاحتفالات الدينية.
•  وفي عصور أوربا الوسطى ، أصبحت الأرجوحة هواية شائعة في أوروبا ، وغالبًا ما كانت تستخدم خلال المهرجانات والمعارض.  
• وكان من طقوس الخطوبة أن الشباب يدفعون خطيباتهم عند التأرجح لكسب عواطفهن
•  وفي الهند كانت الأرجوحة جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات الدينية والثقافية عدة قرون.  
• على سبيل المثال ، يُحتَفَل بمهرجان هولي الهندوسي بالتأرجح على أراجيح مزخرفة تسمى “جولاس”.  
• في الولايات المتحدة أصبحت الأراجيح نشاطًا شائعًا في الهواء الطلق في أوائل القرن العشرين. 

ثم بدأت الملاعب والمتنزهات في دمج الأراجيح في تصاميمها ، وأصبحت مجموعة الأرجوحة ، وهي هيكل يتضمن أراجيح متعددة صارت عنصرًا أساسيًا في الطفولة الأمريكية.
واليوم – رغم كل التغييرات في عالم الألعاب – ما تزال الأراجيح شكلا شائعا من وسائل الترفيه والتمارين الرياضية للأشخاص من جميع الأعمار. وهي عنصر رئيس في الحدائق والساحات الخلفية والملاعب في جميع أنحاء العالم.  

فوائد التأرجح

1. من المعروف أن التأرجح يوفر إحساسًا بالبهجة والحرية ، وقد ثبت أن له فوائد صحية جسدية وعقلية.
2.  يساعد التأرجح في تحسين التوازن والتنسيق وقوة العضلات.  
3. كما أنه يوفر إحساسًا بالاسترخاء وتخفيف التوتر ، مما يجعله أداة فعالة لإدارة القلق والاكتئاب.  
4. وقد استُخدِم التأرجح شكلا من أشكال العلاج المعروف باسم “العلاج التكاملي الحسي” لمساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات المعالجة الحسية.