لماذا نخاطب الطفل بتعبيرات فوق مستواه؟

صورة ابي بلج يقوم بتعليم طفلة الكتابة.

جدول المحتويات

تعليم الكلمات للأطفال

ابي بلج يقوم بــ تعليم الكلمات للأطفال.

سألتني إحدى الأخوات –مشكورة مأجورة-:”لماذا تجعل حكاياتك للأطفال فوق مستواهم؟ لماذا تلجأ إلى استخدام مفردات وتعابير لا يمكن أن يستوعبها هؤلاء الأطفال؟”
والجواب بأن مهارات الاستماع إذا أردنا لها أن ترتقي، فإن علينا أن نستخدم مستوى فوق مستوى الطفل الذي نخاطبه. فالطفل مثلاً عندما ينشأ في أي بيئة –ولنقل مثلاً الطفل العُماني- المجتمع المحيط به لا يخاطبه بالمفردات
التي يفهمها، ولكن الناس يتكلمون وهو يلتقط ويخزن، ثم إذا كبر بدأ يسترد تلك التعابير والمفردات التي سمعها
من عقله الباطن، وهكذا هو الحال بالنسبة للذين يدرسون اللغات الأجنبية.

فمثلاً، عندما يذهب طفل عربي إلى مدرسة تدرس باللغة الإنجليزية فإن المدرسة تتعمد على أن تستخدم كلمات
و تعابير لا يعرفها ذلك الطفل، بل إنه في الأيام الأولى لا يعرف أي كلمة أجنبية، ولكن يُلاحظ بأنه مع الانغماس
يخرج من هناك وقد وعى كثيراً من المفردات والتعابير، بل ومخارج الحروف كذلك.

هدف استخدام التعابير والقصص المسموعة لــ تعليم الكلمات للأطفال

فعندما نأتي إلى الهدف الأول من استخدام هذه التعابير ومن القصص المسموعة، فأننا نقول –بكل ثقة- أنها تهدف
إلى رفع مستوى الطفل من حيث عدد المفردات والتراكيب والحصيلة اللغوية التي يحصل عليها.

قصتي في تأليف كتب ترقي من مستوى الأطفال

كتاب العمدة في صناعة الشعر من الكتب الذي ساعدتني على فهم لماذا نخاطب الطفل بتعبيرات فوق مستواه؟


وأذكر بأنني عندما ذهبت إلى (بريطانيا) اتصلت بشيخنا الدكتور (كهلان بن نبهان الخروصي) -حفظه الله تعالى- وقلت له:”أنني جئت لتعلم اللغة الإنجليزية، وأنا لا أكاد أعرف منها إلا النذر اليسير، فما نصيحتك لي؟”،
فقال:” أول نصيحة هي أن تقرأ فوق مستواك وأن تسمع فوق مستواك، وإذا فعلت ذلك فان مستواك سوف يرتقي.”، وهذا ما فعلته مع أبنائي، فمثلاً ابنتي (خولة) –بارك الله فيها- التي ألفت كتاب (فواغي)، وألفت كتاب (بقوة)، وألفت كتاب (حينما تتحدث الأشياء) وهي في الصف الثاني عشر. فعلت ذلك؛ لأنها عندما كانت في بواكير المرحلة الإعدادية سألتني:”ماذا أقرأ؟”، فقلت لها:”أقرأي كتاب (العمدة في صناعة الشعر و نقده) لـ(ابن قُدامة)”.

ففعلت ذلك ووجدت صعوبة في الأيام الأولى، فلما جاءتني –وقد ثبتت القصة في كتابها (فواغي)- وقالت:”لم أكد أفهم شيئاً، فبما تنصحني؟”، فقلت لها بدمٍ بارد:”أنصحكي أن تقرأي الكتاب مرة أخرى”.

التكرار يعلم الشطار


هذا ما ينبغي أن نفعله مع عباقرتنا، فهم يسمعون القصة -لأول مرة مثلاً- لن يفهموا منها شيئاً..

نسمعهم القصة مرة ثانية، فإذا استمروا على سماع القصص كل اسبوع –على الأقل مرة واحدة- فإن مستواهم في نهاية العام سيكون مستواً متقدماً –إن شاء الله تعالى-. أسأل الله –تعالى- أن يبارك فيكم وفي ذرياتكم.
أخوكم عبد الله بن عامر العيسري.
يوم الخامس و العشرين من ذي الحجة عام 1438هـ