زرت مع زوجي وصغاري جنتين استخلفني الله فيهما؛ وهما:
- #منتجع ييرحاء إبراء
- #جنة_الطيبات
جنتان متجاورتان؛ لا يفصل بينهما سوى خطوات يسيرة
عندما دخلنا ذكرتهم بدعاء دخول الجنة ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله )؛ مصداقا لقول جار صاحب الجنتين:
{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ}.
واجتهدت بأن استحضر الحال الكسيفة التي كانت عليها هذه الأرض اليباب؛ قبل أن ينزل الله عليها
ماء سمائه، واستحضرت أن ما أراه من أزواج من نبات شتى، إنما هو ما شاء الله.
كانت الزيارة فرصة للرتع، ولقطف ما حان قطافه من الخضراوات، ولملاعبة الأنعام، وللعب بالتراب،
ولمآرب أخرى ضمن #خماسية_السكينة ؛حرصت أن تأتي على السجية دون تحويل متعة اللعب
إلى درس صفِّي يبغضه الصغار.
ما يعنيني هنا أنني حين ركبنا السيارة حدثتهم عن قصص ثلاث مراحل:
الماضي
حيث كان إخوتهم الأكبر منهم صغارا في تلك السنين الخوالي، وكانوا يحلمون بمزرعة، فدفعتهم إلى الاستغفار والصدقة، وغرست فيهم أنهما طريق الحصول على ( جنات ) لا على جنة واحدة.
وكان لا بد للصغار أن يتساءلوا عن الرابط بين هذين الأمرين وبين ( الجنات )، فتلوت عليهم الآيات:
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا } {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ}
الحاضر
وقد سألتهم عن عدد الجنات التي استخلفنا الله فيها، فكان جوابهم بأنها أكثر من ٥ جنات؛|
بين صغيرة وكبيرة ومنزلية، وبين ما يرويها الفلج وما يرويها ماء الصرف الصحي باستخدام #جهاز_جوكاسو .
ولم أقف مع الحاضر كثيرا؛ لأن ما يعنيني هو المستقبل، وما أريده لي ولهم أن نتصرف الآن بما يُسعدنا غدا؛
ويستوي في ذلك الغد الدنيوي القريب، أو الغد الأخروي اليقين.
المستقبل
ولتتضح لهم صورته، وليعلموا أننا نحن الذين نصنعه أمرت ابنتي إبراء ( ٩سنوات ) و النضار ( ٧ سنوات )
أن تتناوبا على تلاوة قصة صاحب الجنتين، من سورة الكهف.
لحظة خالدة في ذهني ساعدتني في تدبر القران مع الاطفال
كانت الشمس توشك أن تغيب..وكانت تلاوة الصغيرتين بين جبال إبراء الصلدة .. في تلك اللحظات كنت في لحظة مراجعة لنفسي الخاطئة خشية أن أكون متلبسا بشيء منصفات صاحب الجنتين؛
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍوَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَاخِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}
كان ولدي عامر (٥سنوات) يصيخ السمع، وكان يلقي بين الفينة والفينة كلمة أو بضع كلمات مما سمعه
في دروس التدبر في #مركز_العيسري.
أما سعيد (٣سنوات) فكان يُظهِر لنا أنه في عالم آخر، ولكن تجاربي مع ثمانية إخوة له منقبل أكسبتني اليقين
بأن أثر القرآن وتدبره سيظهر عليه ولو بعد حين.
كانت زوجي تعينني في حفزهم على التلاوة والتدبر، وكلما مرت لحظة شعرت بأن ظلمة الفخر بما نملك
بدأت تنقشع من نفوسهم الطاهرة، ليحل محلها نور الافتقار إلى الله الغني القادر الرزاق؛ لاسيما حينما علق
عامر بجزء من قوله سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْلَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
الخلاصة في تدبر القران مع الاطفال
إن في أحداث الحياة اليومية فرصة كبيرة لإيجاد علاقة متينة بين #الطفل_والقرآن،
وهذه الأحداث نستوي فيها أنا وأنت؛ أيا كنت. وكل ما عليكم أن تكتبوا بعضا من الأحداث التي تتكرر
في حيواتكم لمساعدتكم على تدبر القران مع الاطفال ثم تبحثون عن رابط بينها وبين آية من كتاب الله؛
فالتدبر بالأحداث أشد وطأ وأقوم قيلا.
جعلني الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته، وجعل ذرياتنا ممن ينصر الله بهم دينه، ويحيي بهم شرعه.
وكتبه الراجي غفران ربه الرؤوف:
عبدالله بن عامر العيسري أصيل الخميس ١٩ من شعبان ١٤٣٧ ،مسجد الإيمان – #إبراء حرسها الرحمن.